شهدت منطقة شرق المتوسط تنمية اقتصادية متزايدة على مدى العقود القليلة الماضية. ومع ذلك، وإلى جانب النمو السكاني السريع وتغير المناخ، تسبب هذا التطور في العديد من المشاكل في سوريا ولبنان والأردن. وقد أضافت تداعيات الحرب في سوريا المزيد من التعقيد وتفاقمت الآثار السلبية في جميع هذه البلدان عبر قطاعات متعددة.

 

يتطلب مواجهة هذه التحديات تعاوناً بناءً بين مستويات مختلفة من التخطيط والتنفيذ. ويمكن تسهيل ذلك من خلال تحسين استخدام المعلومات الجغرافية التي توفر مورداً كافياً لتقديم معلومات مكانية حديثة ومهمة عن منطقة ما. توفر هذه التقنية أيضا أدوات قيمة لحماية الموارد واتخاذ قرارات أكثر شفافية. واستنادا إلى تكامل البيانات المستمدة من مختلف التخصصات، يمكن للمعلوماتية الجغرافية أن تسهل التخطيط واتخاذ القرارات على مختلف المستويات المكانية، سواء كانت محلية أو إقليمية أو وطنية أو دولية. وبالإضافة إلى ذلك، تسهم بيانات المعلوماتية الجغرافية إسهاما كبيرا في تنسيق المساعدات الطارئة في المناطق التي تعاني من الأزمات مثل سوريا. وفي مثل هذه الحالة، توفر بيانات القمر الصناعي معلومات شاملة ومحايدة وموضوعية. ويمكن استخدامها في التوثيق والتحقق من المعلومات من المصادر المحلية.

 

في هذا المشروع المقترح، سيتم تشكيل شبكة من الجامعات والعلماء من الأردن ولبنان وسوريا، بحيث يمكن جمع الخبرات من مختلف التخصصات معا لإقامة تعاون قوي في مجال المعلوماتية الجغرافية. ويهدف هذا المشروع على وجه الخصوص إلى دعم الباحثين السوريين وإثراء مؤهلاتهم الأكاديمية والعلمية. ويتيح المشروع للمشاركين فرصة تحديث مهاراتهم ومعارفهم في مجال المعلوماتية الجغرافية وتحسينها. وعلاوة على ذلك، يمكن وضع المناهج الدراسية في استراتيجية تعليمية موجهة نحو البحث، إذا اقتضى الأمر ذلك.